كيفية مراجعة الادبيات العلمية

كتابة مراجعة الأدبيات السابقة للأطروحة

 

لماذا من المهم كتابة مراجعة الأدبيات؟

إن كتابة مراجعة الأدبيات من أكثر أجزاء الأطروحة صعوبة وتعقيدًا، ومع ذلك، فهي تعتبر الجزء الأكثر أهمية وذلك لعدة أسباب، أولاً، لأنها تُعرّفك على نطاق المعرفة الموجود حول الموضوع الذي اخترته، مما يوفر خلفية مهمة لبحثك ويضعك ضمن سياق تاريخي أوسع. ثانيًا، لأنها تسلط الضوء على النظريات المُطبقة في موضوعك والأساليب المُستخدمة بشكل شائع. ثالثًا، لأنها تمكنك من تحديد نقاط الضعف في الأبحاث الحالية، سواء كانت عيوبًا منهجية، أو تناقضات نظرية، أو إغفالات واضحة أو الجوانب المهملة في بحثك، أو المناقشات التي لم تحسم، وهذه النقطة الأخيرة بالغة الأهمية، لأنها ترتبطك ارتباطًا وثيقًا بالهدف الرابع، وهو تحديد الثغرات الموجودة في الأدبيات التي يجب سدها. ومن خلال تحديد هذه الثغرات يتحقق الهدف الخامس والأهم من مراجعة الأدبيات الخاصة بك؛ وهي تقديم مبرر واضح ومعقول لبحثك. بناءً على هذا الأساس المنطقي، يمكنك بعد ذلك صياغة أسئلة بحثية موجزة ومركزة (أو فرضيات، اعتمادًا على المنهجية المستخدمة) والتي ستتناولها بعد ذلك من خلال أطروحتك.

كيفية عمل مراجعة الأدبيات؟

بعد اتخاذ قرار بشأن موضوعك، فإن مهمتك الأولى هي تحديد الأدبيات التي نُشرت من قبل، ويتطلب ذلك إجراء بحث باستخدام قواعد البيانات عبر الإنترنت مثل قاعدة سيك إنفو وقاعدة بميد وقاعدة بيانات التمريض الأمريكية لأدبيات وعلوم الصحة وقاعدة سكوبس وشبكة العلم. قد يكون بعضها أكثر فاعلية من غيرها، وذلك يعتمد على المجال الذي تبحث فيه. قد يكون هناك الكثير من المعلومات المتاحة عن الموضوع الذي تبحث فيه، لذلك ستحتاج إلى البحث في قواعد البيانات هذه باستخدام المصطلحات الأساسية المتعلقة بالموضوع، ويمكن أن تبحث باستخدام كلمات مفردة أو مجموعة من الكلمات المرتبطة باستخدام المعاملات المنطقية مثل "أو" / "و". يمكنك أيضًا تخصيص بحثك عن طريق تحديد المقالات التي تركز على مجموعة معينة من المشاركين، أو التي تركز على منهجيات محددة، أو تصميم معين. وللتأكد من أن المعلومات التي تحصل عليه محدثة، فمن الأفضل أن تبدأ بالبحث عن المقالات التي نُشرت في السنوات العشر الأخيرة. إذا لم ينتج عن عمليات البحث الأولية العديد من المقالات، فيمكنك توسيع النطاق الزمني لبحثك. من المرجح أن تظهر لك العديد من الأوراق مرة ثانية، وستحتاج إلى تخصيص بحثك بعناية أكبر ليبقى الشيء الأكثر أهمية هو عدم تجاهل الموضوع الرئيسي بالتركيز بشكل واسع على موضوع معيين، فكما يقولون لا تستطيع رؤية الغابة بسبب الأشجار. من الضروري أيضًا في هذه المرحلة أن تبحث عن التحليلات الوصفية أو المراجعات المنهجية لتغطي العديد من الأبحاث ذات الصلة وتقدم تقييمًا مفيدًا يمكنك الاعتماد عليه بعد ذلك.

الخطوة التالية هي قراءة ملخصات الأوراق التي حددتها واختيار الأوراق الأكثر صلة بالموضوع، وبعد ذلك تسعى للحصول على النسخ الكاملة من هذه المقالات، وستجدها متوفرة في معظم مكتبات الجامعات. بعد حصولك على النسخ الكاملة من المقالات، فإن الخطوتك التالي هي قراءتها، وينبغي أن تكون هذه عملية نشطة للغاية، بحيث تدون القضايا الرئيسية في المقالات، والمناهج المعتمدة، والمشاركين المعنيين، والنتائج الأساسية، والقيود المحددة، والمجالات المقترحة للبحث المستقبلي. يمكنك، نظريًا، تقديم هذه الدراسات بالتسلسل في المراجعة الأدبية الخاصة بك، ومع ذلك، قد يتسبب ذلك في جعل مراجعة الأدبيات مملة للغاية، ولا يقدم لك سوى القليل من الأسباب المنطقية الواضحة لأطروحتك. الأفضل من ذلك، هو محاولة تجميع النتائج (النتائج المتفق عليها بشكل عام؟ ما هي الاختلافات الموجودة، ولماذا؟)، ثم تدمجها مع العمل الحالي من حيث النهج المستخدم (هل تتناقض معه؟ هل بعضها أكثر فعالية من غيرها؟) وكذلك مع التصميم / المشاركين (هل تختلف هذه العناصر؟ كيف يؤثر ذلك على النتائج)، ثم تنظر في الأطر النظرية المعتمدة (هل تُطبق باستمرار؟ ما مدى فاعليتها؟). بعد ذلك، اسأل نفسك ما يلي: ما الذي شُرح بشكل سيء؟ هل ستكون النظرية/الطريقة البديلة أفضل؟ هل تغاضيت عن جوانب/نقاط معينة؟ وبذلك تكون أجريت تقييمًا نقديًا للأدبيات، والذي بدوره سيشكل أساسًا ممتازًا لبحثك الخاص.

كتابة مراجعة الأدبيات

المرحلة التالية جمع كل هذه المعلومات معًا من أجل سرد "قصة" متماسكة توفر مبررًا واضحًا لبحثك. ومن الناحية المثالية، يجب عليك تنظيم مراجعة الأدبيات في شكل الساعة الرملية، فتبدأ مراجعتك بشرح واضح عن الموضوع أو القضية التي ستركز عليها وهنا تخبر القارئ عن موضوع العمل بالضبط. بعد ذلك، عليك أن تخبر القراء كيف وصلت إلى هذه النقطة، وهو ما يعني الانتقال من الخاص إلى العام؛ أي تعرفهم بنطاق العمل الحالي حول هذا الموضوع. واعتمادًا على الموضوع، يمكنك تنظيم مراجعتك باستخدام العناوين التي تتعلق بنظريات أو أساليب أو مفاهيم أساسية أو قضايا أو مناقشات هامة معينة. وهنا تظهر نتائج عملك الشاق في القسم السابق، إذ أنك ستتمكن من اختيار ودمج النتائج الرئيسية التي تتعلق بكل عنوان، وتسلط الضوء على أي نقاط ضعف أو أي قيود واجهتك أثناء قيامك بذلك. سيبقي هذا التوتر القارئ مهتمًا وسيجعله حريصًا على معرفة توجهاتك وكيف ستضيف شيئًا جديدًا إلى هذا الموضوع. وبعد أن قمت بتعريف القارئ بالوضع الحالي، ستحتاج الآن إلى العودة إلى نقاط التركيز التي اخترت التركيز عليها في عملك. لخص الموضوعات التي تناولتها واستخلص أبرز النقاط وسلط الضوء عليها باعتبارها الموضوعات التي ستتناولها، مع تقديم تلخيص موجز عن السبب. وبذلك يكون هذا هو الأساس المنطقي لبحثك، وبناءً عليه، تحتاج إلى صياغة سؤال بحثي (أو فرضيات) بشكل واضح وموجز. ولكن عليك التأكد من أن الإجابة على سؤالك البحثي سوف تلبي الأهداف المعلنة لبحثك كما هو موضح في بداية مراجعة الأدبيات الخاصة بك. وبذلك تكون وضعت الاستراتيجية الواضحة التي يمكنك من خلالها تقديم منهجيتك بثقة. 


The Ultimate Proofreader is a UK-based provider of specialised dissertation proofreading and editing services. We serve students in the UK, the US, China, Saudi Arabia and other countries around the world.